تلوثت الأيادي وساد الفساد في صندوق التفاح، الذي راهنتُ عليه، انتشر العفن وتمدد بعد أن دُس الدود فيه، فقد زمننا طهارته وصار يتبجح بانتصاراته وفرض هيمنته، وهوم ن أباح دمي وشرد أبنائي، فقدت عذريتي الأولى أمام أعينهم، تراجعوا شيئاً فشيئاً عني حتى استحال وجودي ذكرى جميلة يتشدق بها الأطفال ويبكيها من لامس أناملي وأشتم عطري، هذا إن لم أكن أطلالاً
نلتقي بأرواح لم نعرفها قط ولم نميز من قبل ملامحها، ونعشق كلمات دون النظر إلى من كتبها أو ما استدعاه لأن يخطها وما يخفيه بباطنها، ونبكي مع عيون لم نبصرها، نتشارك معها الأحداث ونرسل لها النوايا الجميلة، عسى أن تخفف مشاعرنا من معاناتها وتؤنس وحدتها، ليبقى حب الروح أسمى ما عرفناه، فليس المودة والحب بقرب الأجساد لكنها بتشابه القلوب وانسجام
غالباً ما تعمل الآلة الكهربائية كالتيربو حين تكون جديدة لتثبت لك صلابة أجزائها وأصالة معدنها وإن تركتها تعمل طوال اليوم فلن تتذمر، ولكن بعد مرور الأيام المتتالية والأشهر المتتابعة قد تصرخ حرارتها مرتفعة طالبة مساحة من الراحة أو مساندة خارجية كتغيير بعض القطع التي تساعدها على الاستمرار وإلا فإنها ستنهار ولن تنفعها كل وسائل الصيانة، وسترغب
على هامش الحياة نتخبط لدخولها، عسى أن نفترس أحدهم أو يبقى لنا أثر من بقايا الروح، صفحات بيضاء لطختها أيادي البشر بعد أن تزينت بألوان الطيف المبهجة، لنغدو رقماً بين مليارات الأنفس التي تستنشق أكسجين الحياة وتزفر رماده بوجه أعدائها، تقتات على رفاتهم لترتفع درجات قد تظن لوهلة أنها تُقربك من المراكز العليا وترتقي بك لتتربع على عرش الاستحقاق،
اعتدت تدللاً ألا أفتح لضوء الشمس عينيّ مباشرة مع بداية يومي، أتحاشى أشعتها بنظارتي الداكنة، أداري عنها أنسجتي المُرهفة خوفاً من قسوتها الحارقة، فلا تغريني موجاتها الكهرومغناطيسية ولا تشفع لها رحلات عبورها غلافنا الجوي، لكن خبر رحيلك في ذلك النهار الحار المشمس أنساني تفقد حقيبتي قبل خروجي من المنزل للتأكد من وجود النظارة بها.
كالصاعقة وقع،